المحرر : كانت سيناء خلال القرن العشرين ممراً للقوات المتحاربة في الحرب العالمية الأولي والثانية وممراً للقوات المصرية عندما ذهب المصريين لفلسطين لقتال العصابات الصهيونية كل ذلك والإنجليز يسيطرون على ضفتي القناة بقوات بلغت 80 ألف جندي وكانت هناك جمارك في نمرة 6 بالإسماعيلية وكانت تفتش فيها الحقائب قبل عام 67 كأنك قادم من دولة أجنبية وكانت غزة تحت الحكم المصري يذهب إليها المصريون لشراء البضائع الإسرائيلية والممنوعة في مصر.
ثم كانت الجولة الثانية عام 56 عندما احتلت إسرائيل سيناء لفترة قصيرة تحت الحماية البريطانية الفرنسية كما احتلت إسرائيل سيناء عام 67 وظلت تحتلها الى ما بعد عام 1980 حيث جلت عنها بالكامل أي طالت فترة الاحتلال الى أكثر من 13 عاماً.
رأى أهل سيناء إسرائيل ترتع في سيناء عام 67 والجيش المصري ينسحب بلا سبب مفهوم فترسبت في نفوسهم معان غير سوية عن أهل الوادي والجيش المصري والحكم المصري الذين تخلوا عنهم وتركوهم يواجهون الاحتلال الإسرائيلي بمفردهم.
كل رجل أو امرأة من أهل سيناء عاش فترة الاحتلال عاني من تعطل الدراسة وإلغاء المناهج المصرية وفرض المناهج الإسرائيلية التي تمجد إسرائيل وتمحو كل شئ عن الجهاد الإسلامي أو الدفاع عن مصر.
كما تعرضوا جميعاً لإغراء العمل في مصانع ومزارع إسرائيل بأجور مجزية وهو ما لا يجدونه اليوم حيث يفضل المستثمرون المصريون استقدام وتفضيل عمالة قادمة من الوادي على أبناء سيناء.
شجعتهم اسرائيل على ممارسة التهريب وربما كانت تعطيهم مواد التهريب خاصة المخدرات مجاناً لإفسادهم كما أغرتهم بالمواد الإعلامية الإباحية وحضت الشباب على عدم احترام تقاليد القبيلة العربية العريقة في سيناء وضعفت سلطة شيخ القبيلة لصالح انهيار الأخلاق والأعراف.
وإذا كانت سيناء هامة لمصر وللأمن القومي المصري فإن أهل سيناء أهم من سيناء نفسها وهم في القلب والعين يجب أن يعاملوا معاملة طيبة تحببه في الوطن الذين هم جزء لا يتجزأ منه وسيناء وأهلها أهم بقعة في مصر لأنها منذ الأزل الى الأبد جزء من مصر تشهد بذلك كتب التاريخ والجغرافيا والآثار ولأنها البوابة الشرقية لمصر أهم بواباتها.
عاش فيها موسى عليه السلام ويوسف وكانت رحلة العائلة المقدسة عبر سيناء لأسيوط وكانت محطة في رحلة الإسراء والمعراج لخاتم النبيين وفيها كلم موسي ربه في الطور.
تعمير سيناء سيتم إذا وضعت على رأس قائمة الأولويات ووضعت الحوافز لأبنائها ومن يذهب إليها من إخواتهم المصريين.
وفي النهاية هناك حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن إسرائيل تعرف عن سيناء: مواردها الطبيعية ومياهها الجوفية والطبوغرافيا والتاريخ وتعرف عن أهل سيناء أكثر مما نعرف فهل نهتم بسيناء.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك
مصراوى
رقم العضوية : 1عدد المساهمات : 2514تاريخ التسجيل : 30/08/2009مزاجى : الجنس : العمر : 41 الاوسمة :