يقول الإنجليز: إذا كان الشعب جيدا، فلا يمكن أن تكون الحكومة سيئة. ويقول
الفرنسيون: إن كل شعب يحصل على الحكومة التى يستحقها. والسؤال هل الشعب
المصرى يستحق حكومة نظيف؟
الإجابة عن هذا السؤال تكشفها الخلافات والصراعات بين نظيف ووزرائه،
واتهام عدد من الوزراء الأقوياء لرئيس الحكومة، بأنه لا يقبل الاختلاف فى
وجهات النظر، ويصر على رأيه، ويقسم الوزراء إلى 3 فرق أصدقاء وخصوم
ومحايدين، وأن هذا التقسيم رصدته أجهزة رقابية مهمة، وأعدت تقارير حول هذه
التقسيمات، محذرة من أنها تتعمق وتتزايد يوما بعد يوم، مشيرة إلى أسماء
الفريقين الخصوم والأصدقاء، ووضعت أقواسا أمام فريق الخصوم بداخلها كلمة
«منافسى نظيف على كرسى رئاسة مجلس الوزراء من وجهة نظر إعلامية»، وضم هذا
الفريق المهندس أحمد المغربى وزير الإسكان، والمهندس رشيد محمد رشيد وزير
التجارة والصناعة، ومحمود محيى الدين وزير الاستثمار، ومحمد منصور وزير
النقل السابق، والدكتور محمود أبو زيد وزير الرى السابق.
وفند التقرير - حسب المعلومات المؤكدة التى حصلت عليها «اليوم السابع» من
مصادرها - سبب الخلاف وحجمه بين نظيف وكل وزير من الوزراء الخصوم على حدة،
وأشار إلى أنه كان الأعنف مع الدكتور محمود أبو زيد، حيث تزايدت الخلافات
بين الطرفين فى وجهات النظر، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع ملف حوض النيل،
وتأكيدا لهذه المعلومات ما كشفه الدكتور محمود أبوزيد وزير الرى مؤخرا عن
السبب الحقيقى لخروجه من الوزارة، حيث أكد أنه خلاف شديد فى الرأى بينه
وبين رئيس الحكومة فى إحدى القضايا، مفضلا عدم ذكرها.
وأورد التقرير أن نظيف وضع أسباب إزاحة «أبوزيد» من منصبه، منها عدم رده
فى أحد اجتماعات المفاوضات مع دول حوض النيل على تطاول البعض على مصر، و
فشله فى إدارة الملف «المائى»، وتباطؤ وزارة الرى فى إنشاء البنية
الأساسية لمشروع توشكى.
وهى الاتهامات التى فندها أبوزيد فى جلساته الخاصة، مؤكدا للمقربين منه أن
خلافا نشب بينهما حول تزايد تدخل أحد الوزراء من المقربين لرئيس الحكومة
فى عمل وزارة الرى، وهو ما رفضه أبوزيد، الأمر الذى أثار حفيظة رئيس
الحكومة، وطالب باستبعاده من التشكيل الحكومى قبل الأخير لكن الرئيس تمسك
به.
اللافت فى التقرير الرقابى أن نظيف أبدى قلقا من لمعان كل من المهندس رشيد
محمد رشيد، والدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار، ويرى فيهما أنهما
المنافسان الأقوى لإزاحته من كرسى مجلس الوزراء، بينما يرتاح كثيرا إلى
مجموعة من المقريين داخل مجلس الوزراء، ولا يرى منهم منافسة مثل أمين
أباظة وزير الزراعة، ويسرى الجمل وزير التربية والتعليم، وهانى هلال وزير
التعليم العالى، بالإضافة إلى فاروق حسنى وزير الثقافة، وسامح فهمى وزير
البترول. وبنفس سيناريو استبعاد وزير الرى السابق، تم استبعاد المهندس
محمد منصور الذى أشارت المعلومات إلى أن الدكتور أحمد نظيف لعب دورا
محوريا فى هذا الاستبعاد، لأنه يسيطر عليه هاجس أن منصور محسوب بقوة على
رشيد والمغربى، وأن الثلاثة لديهم من القوة والقبول الكثير لدى النظام،
وأن نظيف حاول كثيرا استبعاد الثلاثى من الحكومة، إلا أن تمسك القيادة
السياسية بهم حال دون تنفيذ مخططه، لذا كانت سعادته بالغة عقب قرار
استقالة منصور.
وذكرت المعلومات أيضا أن نظيف خاض معركة حامية الوطيس مؤخرا مع زهير جرانة
وزير السياحة، لدرجة أنه منعه من السفر إلى ألمانيا منذ أسبوعين، بعد أن
حزم «جرانة» حقائبه تأهبا للتوجه إلى المطار، وفجأة طلب نظيف من جرانة
إلغاء سفره، وهو ما أصاب وزير السياحة بحالة من الدهشة، وإلى الآن يلتزم
جرانة الصمت رافضا التحدث من قريب أو بعيد.
وأشارت المعلومات - المفاجأة - إلى أن الحكومة تحولت إلى أجنحة متصارعة،
وفرق متخاصمة، وكل فريق يتوجس خيفة من الآخر، وغاب التنسيق بينهم فى كثير
من السياسات، وهو ما ترتب عليه حدوث مشاكل كبيرة، اعترت الكثير من
المشروعات المختلفة، ويدفع ثمنها المواطن المصرى.
لمعلوماتك...
◄29 وزيرا فى حكومة نظيف بعد استقالة وزير النقل محمد منصور بينهم 6 وزراء من رجال الأعمال
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك |
|