رقم العضوية : 19عدد المساهمات : 294تاريخ التسجيل : 11/02/2010مزاجى : الجنس : العمر : 34 الاوسمة :
موضوع: ما يجب أن تعرفه من أجل أنف مريح الجمعة نوفمبر 05, 2010 8:24 pm
كن مشاركا لاتقرا وترحل اترك تعليقا
الأنفكما نعرف عضو هام من أعضاء الجسم البشري , وله وظائف عديدة وهامة بسببوقوفه كمدخل لجهاز التنفس بالكامل . فهو يحميه بتسخين الهواء وترطيبه وتنقيته من العوائق و الغبار . إن الجزيئات التي تدخل إلى الأنف عنطريق الهواء كثيرة . فالمواد المهيجة والطفيليات و التلوث, تسبب كلهاالتهابات مختلفة الأشكال في الأنف . وتصنيف الالتهاب الأنفي حسب آليات تشكله - تحسس , إنتان - و آليات أخرىيسمح لنا بالتالي المعالجة الجيدة و الناجحة لمثل هذه الأمراض . ل ننسىأيضا أن الأنف هو عضو للشم عبر منطقة خاصة شمية موجودة فيه . كما قد يكونالأنف في بعض الحالات وسيلة للتواصل البشري , فالإسكيمو مثلا يتصافحونباحتكاك الأنوفعوضا عن الأيدي . و برغم كل ما يمكن أن يقال عن الأنف فان التنفس اليوميعبر أنف مسدود صباحا ومساء علاوة عن العطاس والحكة و السيلان المتواصليجعل العيش معه رديئا للغاية . وإذاتحدثنا قليلا عن الأغشية المخاطية التي تغطي الأنف من الداخل : إن الأنفأساسا يقسم إلى قسمين أيمن وأيسر بواسطة ما نسميه بالوترة وتفتح مباشرة فيكل قسم تجاويف كبيرة نسبيا تدعى الجيوب الأنفية . وتغطى كل هذه المساحاتبنسيج , يسمى النسيج المخاطي لأنه يفرز المخاط . ويتميز هذا النسيجالمخاطي بالتنوع عبر تجاويف الأنف . ففي المنطقة الأمامية أو الدهليز يكونناشفا يتقشر بسهولة مع أهداب طويلة توقف الجزيئات الكبيرة و الأوساخالداخلة مع الهواء . أما المنطقة العلوية فهي كثيفة مع أهداب و تحتوي علىخلايا خاصة بالشم . أما المنطقة السفلية و الخلفية فتحتوي على بعض الخلاياالمهدبة و الكثير من الخلايا التي تفرز مادة المخاط الهلامية , والتي تشكلدائما طبقة وظيفتها إمتصاص الغازات و الجزيئات التي تحتك بها , ثم تقومالأهداب بتحريك هذه الطبقة المشبعة بالأوساخ والغازات السامة و طرحها نحوالفم بسرعة 8-9 ملم / دقيقة . بعض هذه الغازات قد تلحق الضرر بالخلاياالمخاطية لكن هذه الأخيرة تتجدد خلال ساعات . بقي أن نذكر أن مساحة النسيجالمخاطي في الأنف حوالي 150 سم مربع موزعة في تجاويف الأنف كلها . إنالنسيج المخاطي في الأنف غني بشكل كبير بالأوعية الدموية . جدران الشرايينالصغيرة فيه تحتوي على فتحات كبيرة تسمح بخروج السوائل منها إلى النسيجالمخاطي وبالعكس عبر الأوردة الصغيرة أو الشعرية ذات المرونة العالية . إنانتفاخ الأنف وانسداده هو نتيجة لهذه المرونة المفرطة التي تسهل دخول الدموخروجه من النسيج المخاطي . الأسباب الرئيسية المخرشة و المهيجة للأنف معروفة منها : الحساسية -انتانات الجهاز التنفسي - المهيجات بأنواعها : الروائح القوية , الضوء ,برودة الجسم المفاجئة , العادة الشهرية , الحمل , المشاعر القوية , والضغط النفسي و غيرها في الحقيقة كثير . إن الأعصاب التي تصل إلى الأنف مختلفة المنشأ فهي: 1- من الجملة العصبية نظيرة الودية المسؤولة عن إفراز المادة المخاطية , وتوسيع الأوردة و الشرايين . 2- الجملة العصبية الودية المسؤولة عن تقبض هذه الأوعية . 3- وهناك جملة عصبية حسية للشم . وتتشابك هذه الجمل العصبية في وظائفها و تفرز مواد وسيطة متعددة .تتداخلفي عمل بعضها البعض , مما يشعب ويعقد علاج التهاب الأنف التحسسي ,فالأدوية المعروفة حاليا تؤثر على بعض هذه المواد التي تفرزها النهاياتالعصبية في الأنف . و إذا تناولنا في الحديث التحسس الأنفي بشكل خاص . فسنعود بالذاكرة إلى أناهتمام العلماء بدأ ينصب حول الموضوع منذ عام 1906 وفسر بعض العلماءالحساسية على أنها : قدرة الجسم على التجاوب بطريقة مغايرة و خاصة به , قدتكون في آن واحد دفاعية أو مرضية الشكل , على ما ندعوه الأجسام المحسسة (الرجين ) . إن الأجسام التي تسبب الحساسية كثيرة منها : 1- غبار الطلع المحمول عادة في الهواء , من النباتات و الأشجار , بكثافة كبيرة و لمسافات بعيدة ومنها شجر البلوط , شجر الزيتون , الدلب والسرو . 2-غبار الطلع الذي تنقله الحشرات من زهرة إلى أخرى فوق أجسامها ويبقى هناالمتضرر الأول , هو العامل في الحقول على تماس مباشر . ولغبار الطلع أنواعكثيرة تختلف حسب جغرافية المناطق الحرارية والطقس . 3- عت المنزل و هو من أهم الأجسام التي تسبب الحساسية و يتطاير العت مع الغبار . ويتغذى على قشور الجلد البشري , الذي يكثر في الفرش و الوسائد و الموكيت . و ينمو العت في الأماكن الرطبة و الحارة , وأنواعه مختلفة بعضها لا ينمو أعلى من 200 متر فوق سطح البحر , و تصل أحيانا أعداده إلى أكثر من مائة في غرام واحد من الغبار . عدا عن فضلاته التي تعد أيضا من المواد المسببة للحساسية بشكل رئيسي .
4-تعد المواد البروتينية الناتجة عن الحيوانات المنزلية من المحسسات أيضا ,قادمة من الجلد و اللعاب , من البول والبراز , ملوثة الوسط المحيطبالانسان , و تدخل اجهاز التنفسي مسببة التهاب الأنف و الربو . و أهمالحيوانات المسببة للحساسية : القط و الحصان , الفأر الجرذ و الكلب و ريشالطيور . الثياب المصنوعة من وبر الحيوانات ونادرا القطن . إن دور أبواغالفطور و الخمائر معروف أيضا في الحساسية لدى البشر , فالفطور ترسل أبواغاللتكاثر , وتقسم الفطور حسب علاقتها مع الانسان إلى: 1- فطور ترسل أبواغا في الجو حسب نموها في الطبيعة . 2- الفطور المنزلية وتنمو في الأماكن الدافئة و الرطبة من المنزل : فوهاتالتدفئة الشوفاج المركزي , حول أنابيب المياه , في الحمام في أحواضالزراعة , في أوساخ الحيوانات المنزلية , أوراق الجدران .... الخ .. 3- الفطور التي تنمو على الأطعمة . إن أبواغ الفطور صغيرة الحجم فهيتتغلغل إلى أعماق الجهاز التنفسي و تكون منتشرة بكثرة في الجو . قد يصاب الإنسان أحيانا بالتهابات تحسسية ناتجة عن قطع أو عن أجزاء حشرية. خاصة في الدول التي تكثر فيها الحشرات , أو في البيوت المهملة . من الأجسام الأخرى التي تسبب الحساسية , هي الجراثيم الطفيلية التي قدتتواجد في جسم الإنسان و خاصة مفرزات هذه الجراثيم أو بعض الأنزيمات التيتطرحها . كالخراجات السنية المنشأ أو التهاب اللوزتين القيحي المزمن ,الخ... و هناك أجسام متطايرة : الدهانات , الأمينت . الدقيق , إلخ... ويبقى في بعض الحالات السؤال مطروحا أنه : و بالرغم من عدم وجود التهاباتتحسسية لدى المريض , يبقى أنفه مسدودا باستمرار . وبالفعل فإن هنالك عوامل- غير نوعية - تتدخل هنا لتسبب مثل هذه الإزعاجات و التي نعتبرها كأطباء ,نوعا من النشاط المفرط للأنف . فقد ذكرنا سابقا أن الأعصاب التي تصل إلىالأنف معقدة في عملها و حقيقة الأمر أن في الأنف نظام عصبي فريد , لاتتدخل فيه الأعصاب المركزية, و عندما يتعرض الأنف للمهيجات المحيطة ,يتفاعل معها بإفراز المخاط أو الانسداد أو العطاس . إلخ... إن الأنف قديتأثر بهذا الشكل بجميع العوامل الخارجية كالحرارة و رطوبة الجو , مايحتويه من الغازات و البخار و الدخان . ويتأثر بالضوء عندما ينتقل أحدنامن الضوء إلى الظل وبالعكس , التلوث .. إلخ... والتدخين عامل إضافي لا يمكن إهماله خاصة وأن معظم المدخنين يعانون من انسداد دائم في الأنف . ويتشابك لدى البعض مفهوم الحساسية , لأنه لا يوجد ما يمنع المريضبالحساسية من أن يصاب بالعطاس بمجرد أن يضع قدميه على الأرض الباردة عنداستيقاظه من النوم . أو عندما يدخل إلى مكان مليْ بالدخان . فيعتقد خطأأنه يتحسس من الدخان , في أن ذلك هو ردة فعل لتفاعل الأنف مع عامل محيطيغير نوعي كما ذكرنا سابقا . ويقع المريض كثيرا في حيرة , لأن أنواع التهابات كثيرة خاصة إذا زدناالالتهابات الفيروسية و الانتانية والتي من الصعب جدا التفرقة بينها . ما دور الطبيب هنا , و ماذا يفعل للتفريق بين هذه الأمور ليعطي بالنتيجة الدواء الشافي و المريح للمريض ؟ . في عيادات الأذن والأنف والحنجرة . يبدأ الطبيب عادة بإجراء فحوصات أوليةتحت المنظار و يستمع إلى شكوى المريض التي تتلخص عادة بعوارض أهمها :السيلان الأنفي , العطاس , انسداد الأنف , ضعف حاسة الشم أو اختفائها .إلى عوارض ثانوية مثل : النوم القلق , الشخير , الفم الناشف صباحا ,الرعاف , ثم ينتقل الطبيب إلى البحث عن وجود حساسية في الأنف , عادة عنطريق دراسة المفرزات الأنفية , بتحليلها في المخبر . و البحث عن عواملالتحسس الكيماوية فيها , أو عن طريق تحليل مصل الدم , و قد نلجأ إلى مايسمى باختبار التحسس و ذلك بحقن مواد يفترض أنها تسبب الحساسية عادة , تحتالجلد و انتظار ظهور النتيجة , و هناك حاليا طرق أحدث تعتمد على قراءةلوحة خاصة تحتوي بشكل مسبق على مواد كثيرة يفترض أنها تسبب الحساسية ويمزج معها مصل المريض , فتكون النتيجة فورية ما نسميه ( الفادياتوب ) . ويقوم بعض الأطباء بتطبيق هذه المواد المحسسة في الأنف مباشرة في العيادات. وهناك طرق عديدة متنوعة يتبعها البعض . إن الطبيب الأخصائي هو الوحيد القادر على التفرقة بين أشكال التهاباتالأنف الأخرى - الوعائي المحرك - التهاب الأنف الضموري - التهاب الأنف لدىالرياضيين - لدى الحوامل - و لدى المسنين . إن الفحص الدقيق من قبل الطبيبقد يؤدي إلى كشف بعض المضاعفات مثل السليلات الأنفية و الأورام المختلفةفي بداياتها عند الكبار و التهابات البلعوم المزمنة كالناميات و مضاعفاتهاعند الأطفال . أما فيما يتعلق بالعلاج فينطلق الطبيب عادة من مفاهيم عامة في البداية أهمها : 1- أن التهاب الأنف غالبا ما يكون محكوما بعوامل الوسط المحيط - النوعية وغير النوعية - التي ذكرناها , و تختلف شكوى المريض حسب الزمان والمكان . 2- بأن العلاج يجب أن يكون موافقا للمرض و شكوى المريض و للحالة الالتهابية في الأنف . 3- من أن لكل أنف ولكل مريض خصوصياته و بالتالي لكل حالة , دواء يناسبها أكثر من غيره . 4- من أن الأدوية في عصرنا هذا فعالة في حال استخدمت بجرعات نظامية و كافية . 5- من أن علاج التهاب الأنف يعتمد بشكل خاص , على علاج عوارضه و طرق تشكله , وليس على علاج المسبب الرئيسي . فيشرح الطبيب للمريض الخارج من العيادة بأن العلاج قد يكون طويلا , وأنهإذا عادت الأعراض بعد توقف العلاج , لا يعني ذلك أن العلاج لم يكن ناجحابل على العكس . في الختام يراودني أحيانا أمام شكاوى المرضى الذين يعانون من التهاباتجائرة , في الأنف نتيجة الظروف البيئية الصعبة التي نعيشها هذه الأيام ,ترى كيف سقط أنف أبو الهول الذي بناه المصريون القدامى على أطراف النيل .