أريد أن اتحدث معكم عن الإنهيار المالي الذي بدء في أواخر عهد بوش ، ولا تزال تداعياته الى اليوم .
كل الناس تتكلم عن الأزمة المالية الحالية ، وأنا أريد أن اشرح لكم ، إعتمادا على خبرتنا في الأرجنتين من أنه لا يوجد هناك ازمة مالية عالمية .
ما نعانيه الان هو إنهيار كامل للنظام المالي العالمي ، والغير قابل للإصلاح ، ولا يوجد طريقة لإنقاذ الوضع . قد تقولون هذا كلام مبالغ فيه ! ولكن دعوني أظهر لكم ، إعتمادا على خبرتنا في الأرجنتين ، أننا نعلم أكثر منكم .
معي هنا قطعة معدنية عبارة عن بيزو ارجنتيني واحد . هذه القطعة تشتري لك اليوم بصعوبة رحلة قصيرة بالباص داخل بوينس ايرس . ومع ذلك فإذا عدنا الى سنة 1970 ، في سنة 1970 هذه العملة الصغيرة كانت ستشتري لكم الأرجنتين ثلاث او أربع مرات . لماذا ؟
لأنه منذ يناير 1970 مررنا بأربع إنهيارات مالية ، حيث كانوا يجمعون الأصفار على عملتنا ، وبالتحديد 13 صفر ، أي أن هذه العملة الصغيرة كانت تساوي 10 ترليون بيزو ، وهذا مبلغ كان سيشترى لك الأرجنتين ثلاث او أربع مرات . وهذا التضخم هو Hyper Inflation ، سوبر تضخم .
لذا عندما نسمعكم تتحدثون ، نقول لكم : لقد مررنا بكل هذا : تضخم ، سوبر تضخم ، إنهيار لنظامنا المصرفي ، تغييرات في العملة ، معاملات مالية مزورة ، تجميد للحسابات ... تقريبا كل ما يمكن أن يخطر على بالكم فيما يتعلق بإنهيار دولة بكامل قطاعاتها المالية والمصرفية والإقتصادية .
لذا ستقولون : حسنا ، ما الذي يجب علينا فعله ؟ للذين في الولايات المتحدة واوروبا أقول لهم : إذهبوا الى المصارف واسحبوا أموالكم ، "بسرعة" ، أكرر لكم ، إذهبوا الى المصارف واسحبوا أموالكم "بسرعة" ، وأبتاعوا ما تشاءون : منزل ، عقار ، شقة ارض ، سيارة ، اي شئ . اشتروا ذهب .
يجب عليكم أن تعلموا أن النظام المالي العالمي ، والذي اسميه أنا "الرأسمالية المتطرفة" ، لكي نفرّقها عن "الراسمالية الإستراكية" ، او "الرأسمالية البناءة" ، هذا النظام هو نظام مطاط . لأن المؤسسات المالية اخذت مكان ليس لها ، ووضعت نفسها فوق الأوضاع الإقتصادية ، في حين ما يجب أن يكون عليه الوضع هو العكس . بمعنى آخر : عالم المال ، عالم المصارف ، يجب أن يكون في خدمة الأقتصاد .
فبناء المنازل والمعامل ، وبناء الطائرات وإنتاج السيارات ، وكل الصناعات الأخرى ، عليها أن تكون في القمة ، والنظام المالي في خدمتها . ولكن الواقع هو بالضبط العكس .
في هذا الصراع المرير ما بين المال والإقتصاد ، تغلّب المال وهم الان يدمرونكم .
ما يحصل اليوم في النظام المالي العالمي أشبه بورم سرطاني خبيث ، انتشر الان ، وهذا الإنتشار سيدمر الجسد بكامله ، وسيقتله لاحقا .
العالم كله مبنى على نظام وهمي ، دعوني اشرح لكم ماذا يجري :
لنقل أن النظام المالي الحالي كهرم مع اربع زوايا .
الزاوية الأولى : المال الحقيقي في كل بلد هو المال الذي تصدره الدولة . وهذا النظام بُني على أن لا يكون هناك أبدا كمية كافية من النقد الذي تصدرة الدولة لحاجة الإقتصاد .
االزاوية الثانية : هنا يأتي دور الزاوية الثانية من الهرم ، بما أنه لا يوجد إصدار نقدي كاف للإقتصاد ، من قبل الدولة ، يدخل دور المال الخاص أي القطاع المصرفي . هذا القطاع لديه سلطة على الدولة ، وعلى المصارف المركزية لكي تصدر الدولة دائما اقل مِمّا يحتاجه الأقتصاد ، وهنا تتدخل المصارف الخاصة لتقول لك : يا أستاذ ، يا مؤسسة ، يا مصنع ، سنعطيكم كل ما تريدونه .
وهنا تبدأ مرحة القروض ، مع نسب فوائد مرتفعة وأرباح ضخمة تحققها المصارف . وهذه هي الزاوية الثانية : إستبدال المال الحقيقي للدولة ، دولار يورو بيزو ، بمال المصارف الخاصة ، اي بالمال الوهمي .
الزاوية الثالثة : قم
بأعمالك كلها بالقروض ، المستهلكون دائما مدينون ، إفعل كل شئ بالدين ، إطلب قروض ، إذا أراد شخص شئ ، لا مشكلة ، أقرضوه . إذا أرادت مؤسسة بناء مركز جديد لا مشكلة اقرضوها ز إذا الدولة نفسها ، في اميركا او الأرجنتين ، ارادت مال لا مشكلة ، بكل هدؤ وبدون ضجيج ، فتصبح الدولة مدينة للمصارف الخاصة . ويُصبح عندك وضع ، في الولايات المتحدة مثلا حيث الدولة مدينة بما يزيد على 10 ترليون دولار ، والمؤسسات ب 9 ترليون دولار ، والافراد أيضا بحوالي 9 ترليون . كل شخص في العالم ، كل العالم مدينون ، والسؤال الكبير : مدينون بالمال لمن ؟ لماذا الكرة الأرضية كلها مدينة لأحد ؟
والمضحك أن المال الوهمي أصبح خطر ، لأنه تضخم بشكل هائل . منذ عشرون سنة لم يكن هناك هذا التضخم ، ولكن في سنة 2002 كان هذا التضخم قد وصل الى 100 ترليون دولار ، وإلى تاريخ سبتمبر 2008 ، تاريخ بداية الأزمة ، كان هذا التضخم بالمال قد وصل الى 531 ترليون دولار .
[size=21]هل تعلموا أن 531 ترليون دولار هو مبلغ 10 أضعاف الناتج المحلي العالمي ؟ و 40 ضعف الناتج المحلي الأميركي ؟ اي
(GNP -Gross National Product) ، وأن المال الوهمي قد ابتلع الإقتصاد الحقيقي ؟ وهنا حقيقة المشكلة ! وهذا المبلغ ضخم بحيث لا احد يمكن له إيقاف تدهوره ، لا مشروع اوباما لإنقاذ الإقتصاد ، ولا تعويم من قبل البنك الإحتياطي المركزي ، ولا مجموعة الدول ال 20 اي G20 ، المبلغ أصبح ضخم جدا . إذا الزاوية الثالثة من الهرم : كل الناس تعيش على المديونية والقروض .
الزاوية الرابعة : ونحن في الأرجنيتين أخبر بهذا ، وأنا اسميه تخصيص الأرباح والإشتراك في الخسائر : Privatizing Profits & Socialising losses
اي أن الأرباح تذهب لأشخاص محدودين معينين ، والخسائر يشترك بها الجميع .
بما أن الوضع كله بناء واحد ، فعندما يكبر هذا المخطط في بادئ الأمر ، يصبح المال في كل مكان : قروض سهلة ، تسهيلات مصرفية مبسطة . وكلما كبُر حجم هذا التداول ، فالمخطط مُعد أن تذهب الأرباح الى أصحاب المصارف ، وحاملي الأسهم ، الأرباح تذهب فقط الى الناس المُحدّدين للحصول على قسم من تلك الأرباح .
ولكن عندما ينفجر الوضع ، كما حصل في سبتمبر 2008 ، ويبدأ كل شئ بالأنهيار ، يبدء نظام جديد بالعمل : وهو إشراك الجميع بالخسائر .
لقد مررنا بكل هذا في الأرجنتين . انا عمري 56 سنة وقد حضرت ثلاث من تلك الأزمات : سنة 1975 – ثم سنة 1989 حيث وصل التضخم الى 10,000% في سنة واحدة ، وفي سنة 2001/2002 عندما انهار كل نظامنا المصرفي ونظامنا الإقتصادي ، وكنا على حافة حرب أهلية .
كل ازمة كان لها خاصية ، ولكن النتائج هي دائما نفسها : تخصيص الأرباح ، واشتراكية الخسائر . وأصبحت بلادنا افقر وافقر وافقر .
لقد مررنا بكل هذا ، ونعلم كيف ستكون النهاية . وهذه هي رسالتي لكم من الأرجنتين ، لأكون صادق معكم وافتح عيونكم على الحقائق : الأمور ستزداد سؤ .
وما أراه الان هو الخطة "أ" والتي تحاول الخروج من الأزمة بضخ أموال طائلة في النظام . ولكن كل هذا سيفشل ، وسيتحولوا الى الخطة "ب" ، وهي ربما إصدار دولار جديد ، حيث سيكون مدعوم بالذهب ، ولكن لن يكون هناك فعلا ذهب لدعمه ، بل ذهب وهمي ، وهذه الخطة ستفشل ايضا . وسيحتاجون الى الخطة "ج" ، وهي عبارة عن إلقاء رقعة الشطرنج بأحجارها على الأرض ، وهذا يعني الذهاب الى حرب عالمية ، كما حصل في القرن الماضي . لأن الولايات المتحدة الأميركية تحاول الخروج من مشاكلها الإقتصادية بالذهاب الى الحرب . تماما كما فعلت المانيا ايضا . كان لدى المانيا نفس الأزمة الأقتصادية ولجأت الى الحرب . والباقي تاريخ ....
ولكن الفرق ، أن الحرب العالمية الثانية انتهت بقنبلة نووية على هيروشيما ، فكيف ستبدا الحرب العالمية الثالثة ؟......
شكرا لكم ..... - الخميس 10 محرم 1432 - لمن يريد أن يتأكد أن اليهود هم وراء هذه الأزمة العالمية فليقرأ قصة تاجر البندقية للأديب العالمى وليم شكسبير على هذا الرابط :- - http://www.bramjnet.com/vb3/archive/index.php/t-129822.html - سوف تجدون التشابه الشديد بين اليهودى الجشع شيلوك المذكور فى القصة وقروضه الربوية التعجيزية ، وبين القروض الربوية التى تقدمها البنوك للناس ، وهى كلها بنوك يهودية منتشرة فى أنحاء العالم ، مثل سيتى بنك ، أمريكان اكسبريس ، باركليز ، ... الخ ، وأولهم طبعا البنك اليهودى الخطير المسمى (صندوق النقد الدولى) الذى يُقرض الدول لإذلالها وتدمير اقتصادها ... - من بروتوكولات صهيون : نحن الذين أشعلنا الحرب العالمية الأولى وكسبنا منها وعد بلفور بمساعدتنا على الإستيلاء على فلسطين ، ونحن الذين أشعلنا الحرب العالمية الثانية وكسبنا منها الإستيلاء على فلسطين ، ونحن الذين سنشعل الحرب العالمية الثالثة لتحقيق إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات شاملة الحجاز. - شكرا لكم - الخميس 10 محرم 1432 -